من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
تفسير القرآن العظيم المشهور بـ "تفسير ابن كثير"، للإمام عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن كثير المتوفى 774 هـ، من أشهر كتب التفسير بالمأثور، كان يأتي بأهم ما جاء به الطبري مما يتعلق بتفسير الآيات، ويعتني بالأحكام، وبتفسير القرآن للقرآن، كما أنه يأتي بأغلب ما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وعن غيره من السلف في التفسير بالمأثور.
كتاب في علم التراجم، ألفه الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 هـ، وهو كالاختصار لكتابه الضخم: (تاريخ الإسلام)، وفيه زيادات، رتّبه على أربعين طبقة تقريبًا، ولم يقتصر فيه الذهبي على نوع معين من الأعلام، بل شملت تراجمه كثيرًا من فئات الناس، من الخلفاء، والأمراء، والوزراء، والقضاة، والقراء، والمحدثين، والفقهاء، والأدباء، وأرباب الملل والنحل، والفلاسفة.
شرح فيه المؤلف سنن أبي داود من الناحية الفقهية والحديثية ذاكرًا فيه أقوال الأئمة، ألفه الشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي المتوفى سنة 1329 هـ، وهو من الشروح المتوسطة كما ذكر المؤلف.
جامع الترمذي المعروف بسنن الترمذي، هو أحد كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي المتوفى سنة: 279 هـ، وقد جمع في كتابه أحاديث الأحكام، وبين الحديث الصحيح من الضعيف، وذكر مذاهب الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار. وقد اعتنى العلماء بشرحه، فمن شروحه: تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي.
فصل فلنذكر معنى التوكل ودرجاته . وما قيل فيه . قال الإمام أحمد : التوكل عمل القلب . ومعنى ذلك أنه عمل قلبي . ليس بقول اللسان ، ولا عمل الجوارح ، ولا هو من باب العلوم والإدراكات . ومن الناس من يجعله من باب المعارف والعلوم فيقول : هو علم القلب بكفاية الرب للعبد . ومنهم من يفسره بالسكون وخمود حركة القلب . فيقول : التوكل هو انطراح القلب بين يدي الرب ، كانطراح الميت بين يدي الغاسل بقلبه كيف يشاء...
فصل المعصية تنسي العبد نفسه ومن عقوباتها : أنها تنسي العبد نفسه ، وإذا نسي نفسه أهملها وأفسدها وأهلكها ، فإن قيل : كيف ينسى العبد نفسه ؟ وإذا نسي نفسه فأي شيء يذكر ؟ وما معنى نسيانه نفسه ؟ قيل : نعم ينسى نفسه أعظم نسيان ، قال تعالى : ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون [ سورة الحشر : 19 ] . فلما نسوا ربهم سبحانه نسيهم وأنساهم أنفسهم ، كما قال تعالى : نسوا الله فنسيهم...
[ بناء مسجد قباء ] قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس ، وأسس مسجده [ خروجه صلى الله عليه وسلم من قباء وسفره إلى المدينة ] ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة . وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك ، فالله أعلم أي ذلك كان . فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم...
الْقُشَيْرِيُّ الشَّيْخُ الْعَالِمُ الْمَأْمُونُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْدِيٍّ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْمُعَدَّلُ الصُّوفِيُّ . سَمِعَ الْعَلَّامَةَ عَبْدَ الْقَاهِرِ الْبَغْدَادِيَّ ، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَمْدَانَ النَّصْرَوِيَّ ، وَأَبَا حَسَّانَ الْمُزَكِّي ، وَعَبْدَ الْغَافِرِ الْفَارِسِيَّ ، وَهُوَ أَخُو عُبَيْدٍ الْقُشَيْرِيِّ . حَدَّثَ بِبَغْدَادَ لَمَّا حَجَّ ، فَرَوَى عَنْهُ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْكَاتِبُ وَغَيْرُهُ . تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِمِائَةٍ وَلَهُ سِتٌّ وَثَمَانُونَ سَنَةً ، وَكَانَ خَيِّرًا فَاضِلًا ، حَسَنَ السَّمْتِ مِنْ شُهُودِ نَيْسَابُورَ الْكِبَارِ . ... المزيد
عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ ( د ، ق ) السُّلَمِيُّ أَبُو الْوَلِيدِ ، صَاحِبُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - . نَزَلَ الشَّامَ بِحِمْصَ . وَلَهُ جَمَاعَةُ أَحَادِيثَ . حَدَّثَ عَنْهُ : وَلَدُهُ يَحْيَى ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ ، وَرَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ ، وَعَامِرُ بْنُ زَيْدٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاسِحٍ الْحَضْرَمِيُّ ، وَآخَرُونَ . قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ : عَنْ ضَمْضَمِ بْنِ زُرْعَةَ ، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ : قَالَ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدٍ : كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا رَأَى الِاسْمَ لَا يُحِبُّهُ ، حَوَّلَهُ ، لَقَدْ أَتَيْنَاهُ ، وَإِنَّا لَتِسْعَةٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ أَكْبَرُنَا الْعِرْبَاضُ بْنُ سَارِيَةَ ، فَبَايَعْنَاهُ جَمِيعًا . وَعَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ قَالَ : كَانَ اسْمِي عَتَلَةَ ... المزيد
الْجَوْرَقَانِيُّ الْإِمَامُ الْحَافِظُ النَّاقِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ جَعْفَرٍ ، الْهَمَذَانِيُّ الْجَوْرَقَانِيُّ . وَجَوْرَقَانُ : مِنْ قُرَى هَمَذَانَ . لَهُ مُصَنَّفٌ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " يَسُوقُهَا بِأَسَانِيدِهِ . يَرْوِي عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الدُّونِيِّ فَمَنْ بَعْدَهُ . وَعَلَى كِتَابِهِ بَنَى أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ كِتَابَ " الْمَوْضُوعَاتِ " لَهُ . قَالَ ابْنُ شَافِعٍ : أَدْرَكَهُ أَجَلُهُ فِي السَّفَرِ ، فَبَلَغَنَا فِي رَجَبٍ خَبَرُهُ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ . قَالَ ابْنُ النَّجَّارِ : كَتَبَ وَحَصَّلَ ، وَصَنَّفَ ، وَأَجَادَ تَصْنِيفَ كِتَابِ " الْمَوْضُوعَاتِ " حَدَّثَنَا عَنْهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الْجِيلِيُّ . قُلْتُ : وَرَوَى عَنِ ابْنِ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ ... المزيد
صَلَاحُ الدِّينِ وَبَنُوهُ السُّلْطَانُ الْكَبِيرُ ، الْمَلِكُ النَّاصِرُ صَلَاحُ الدِّينِ ، أَبُو الْمُظَفَّرِ ، يُوسُفُ بْنُ الْأَمِيرِ نَجْمِ الدِّينِ أَيُّوبَ بْنِ شَاذِي بْنِ مَرْوَانَ بْنِ يَعْقُوبَ ، الدُّوِينِيُّ ثُمَّ التِّكْرِيتِيُّ الْمَوْلِدِ . وُلِدَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ إِذْ أَبُوهُ نَجْمُ الدِّينِ مُتَوَلِّي تِكْرِيتَ نِيَابَةً . وَدُوِينُ : بُلَيْدَةٌ بِطَرَفِ أَذْرَبِيجَانَ مِنْ جِهَةِ أَرَانَ وَالْكَرَجِ ، أَهْلُهَا أَكْرَادٌ هَذَبَانِيَّةٌ . سَمِعَ مِنْ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ ، وَالْفَقِيهِ عَلِيِّ ابْنِ بِنْتِ أَبِي سَعْدٍ ، وَأَبِي الطَّاهِرِ بْنِ عَوْفٍ ، وَالْقُطْبِ النَّيْسَابُورِيِّ . وَحَدَّثَ . وَكَانَ نُورُ الدِّينِ قَدْ أَمَرَهُ ، وَبَعَثَهُ فِي عَسْكَرِهِ مَعَ عَمِّهِ أَسَدِ الدِّينِ شيركوه ، فَحَكَمَ شيركوه ... المزيد
أَبُو دُلَامَةَ الشَّاعِرُ النَّدِيمُ ، صَاحِبُ النَّوَادِرِ زَنْدُ بْنُ الْجَوْنِ . وَكَانَ أَسْوَدَ مِنَ الْمَوَالِي ، حَضَرَ جِنَازَةَ حمَادَةَ زَوْجَةِ الْمَنْصُورِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ : مَا أَعْدَدْتَ لِهَذِهِ الْحُفْرَةِ ؟ قَالَ : حُمَادَةَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَضْحَكَهُ . تُوُفِّيَ أَبُو دُلَامَةَ سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ وَيُقَالُ : عَاشَ إِلَى أَوَائِلِ دَوْلَةِ الرَّشِيدِ وَقِيلَ : إِنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْمَهْدِيِّ -إِذْ قَدِمَ مِنَ الرَّيِّ - يُهَنِّئُهُ ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَفْتُ لَئِنْ رَأَيْتُكَ سَالِمًا بِقُرَى الْعِرَاقِ وَأَنْتَ ذُو وَفْرِ لَتُصَلِّيَنَّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَلَتَمْلَأَنَّ دَرَاهِمًا حِجْرِي فَقَالَ : أَمَّا الْأُولَى ، فَنَعَمْ . قَالَ : إِنَّهُمَا كَلِمَتَانِ ، فَلَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا ، فَضَحِكَ ، وَمَلَأَ ... المزيد
الْحَمَّامِيُ الشَّيْخُ الصَّالِحُ الْمُعَمَّرُ ، مُسْنِدُ الْوَقْتِ ، أَبُو الْقَاسِمِ ، إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، النَّيْسَابُورِيُّ ، ثُمَّ الْأَصْبَهَانيُّ الصُّوفِيُّ ، الْمَشْهُورُ بِالْحَمَّامِيِّ . وُلِدَ فِي حُدُودِ الْخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ . وَبَكَّرَ بِهِ أَبُوهُ بِالسَّمَاعِ ، فَسَمِعَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَبْزُدَ صَاحِبِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُقْرِئِ ، وَأَبِي مَنْصُورٍ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حِيدٍ ، وَالْحَافِظِ مَسْعُودِ بْنِ نَاصِرٍ السِّجْزِيِّ ، وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرْزَةَ الْوَاعِظِ ، وَأَبِي سَهْلٍ حَمْدِ بْنِ وَلْكِيزَ ، وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَطَّارِ الْمُسْتَمْلِي ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرَوْنِيِّ ، وَأَبِي طَاهِرٍ ... المزيد