الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عمرو بن شعيب ( 4 )

                                                                                      ابن محمد ابن صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل ، الإمام المحدث أبو إبراهيم وأبو عبد الله القرشي السهمي الحجازي فقيه أهل الطائف ، ومحدثهم ، وكان يتردد كثيرا إلى مكة ، وينشر العلم ، وله مال بالطائف ، وأمه حبيبة بنت مرة الجمحية .

                                                                                      حدث عن أبيه فأكثر ، وعن سعيد بن المسيب ، وطاوس ، وسليمان بن يسار ، وعمرو بن الشريد بن سويد ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد ، وعطاء ، وسعيد المقبري وعاصم بن سفيان ، والزهري . وينزل إلى عبد الله بن أبي نجيح وطائفة ، وقد حدث عن الربيع بنت معوذ ، وزينب بنت أبي سلمة ، ولهما صحبة ، وعن عمته زينب السهمية وأرسل عن أم كرز الخزاعية .

                                                                                      حدث عنه الزهري ، وقتادة ، وعطاء بن أبي رباح شيخه ، وعمرو بن [ ص: 166 ] دينار ، ومكحول ، ومطر الوراق ، ووهب بن منبه ، وحسان بن عطية ، وأيوب السختياني وابن طاوس ، وعاصم الأحول ، وعطاء الخراساني ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويحيى بن أبي كثير ، ويزيد بن أبي حبيب ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ، وهشام بن عروة ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعبد الكريم الجزري ، وثابت البناني ، وبكير بن الأشج ، وموسى بن أبي عائشة ، وداود بن أبي هند ، وحسين المعلم ، وحبيب المعلم ، وأسامة بن زيد الليثي ، وسليمان بن موسى ، وعامر الأحول ، وابن عون ، وعبيد الله بن عمر ، والعلاء بن الحارث ، والضحاك بن حمزة ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ، وعبد الرحمن بن حرملة ، وعبد الله بن عامر الأسلمي ، وثور بن يزيد ، وداود بن شابور ، وداود بن قيس الفراء ، ورجاء بن أبي سلمة ، وابن إسحاق ، والأوزاعي ، وحجاج بن أرطاة ، وعمرو بن الحارث ، وابن عجلان والمثنى بن الصباح ، وابن لهيعة ، وهشام بن سعد ، وهشام بن الغاز ، وخلق سواهم .

                                                                                      روى صدقة بن الفضل ، عن يحيى القطان ، قال : إذا روى عن عمرو بن شعيب الثقات ، فهو ثقة محتج به ، هكذا نقل صدقة .

                                                                                      وقال علي ابن المديني ، عن يحيى بن سعيد ، قال : حديثه عندنا واه .

                                                                                      وروى علي ، عن ابن عيينة ، قال : كان إنما يحدث عن أبيه عن جده وكان حديثه عند الناس فيه شيء .

                                                                                      وروى أحمد بن سليمان ، عن معتمر بن سليمان ، سمعت أبا عمرو بن العلاء ، يقول : كان لا يعاب على قتادة وعمرو من شعيب ، إلا أنهما كانا لا يسمعان شيئا إلا حدثا به .

                                                                                      وقال أبو الحسن الميموني : سمعت أحمد بن حنبل . يقول : له أشياء [ ص: 167 ] مناكير ، وإنما نكتب حديثه نعتبر به ، فأما أن يكون حجة ، فلا .

                                                                                      وقال محمد بن علي الجوزجاني الوراق : قلت لأحمد : عمرو بن شعيب سمع من أبيه شيئا ؟ قال : يقول : حدثني أبي ، قلت : فأبوه سمع من عبد الله بن عمرو ؟ قال : نعم ، أراه قد سمع منه .

                                                                                      وقال الأثرم : سئل أبو عبد الله ، عن عمرو بن شعيب ، فقال : ربما احتججنا به ، وربما وجس في القلب منه شيء ، ومالك يروي عن رجل عنه .

                                                                                      وقال الترمذي عن البخاري : رأيت أحمد وعليا وإسحاق وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده ، ما تركه أحد من المسلمين ، فمن الناس بعدهم ؟ .

                                                                                      قلت : أستبعد صدور هذه الألفاظ من البخاري ، أخاف أن يكون أبو عيسى وهم . وإلا فالبخاري لا يعرج على عمرو ، أفتراه يقول : فمن الناس بعدهم ، ثم لا يحتج به أصلا ولا متابعة ؟

                                                                                      بلى احتج به أرباب السنن الأربعة ، وابن خزيمة ، وابن حبان في بعض الصور ، والحاكم . وروى أبو داود عن أحمد ، قال : أصحاب الحديث إذا [ ص: 168 ] شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، وإذا شاءوا ، تركوه .

                                                                                      قلت : هذا محمول على أنهم يترددون في الاحتجاج به ، لا أنهم يفعلون ذلك على سبيل التشهي .

                                                                                      وروى الكوسج ، عن يحيى ، قال : يكتب حديثه ، وروى عباس عنه ، قال : إذا حدث عن أبيه ، عن جده ، فهو كتاب ، ويقول : أبي عن جدي ، فمن هنا جاء ضعفه أو نحو هذا القول ، فإذا حدث عن ابن المسيب ، أو سليمان بن يسار ، أو عروة ، فهو ثقة عنهم ، أو قريب من هذا .

                                                                                      وروى عباس أيضا ، ومعاوية بن صالح عن يحيى : ثقة ، وقال أبو حاتم : سألت يحيى عنه ، فغضب وقال : ما أقول ؟ روى عنه الأئمة ، وروى أحمد بن [ ص: 169 ] زهير عن يحيى : ليس بذاك . فهذا إمام الصنعة أبو زكريا قد تلجلج قوله في عمرو ، فدل على أنه ليس حجة عنده مطلقا ، وأن غيره أقوى منه .

                                                                                      وقال أبو زرعة : إنما أنكروا عليه لكثرة روايته عن أبيه عن جده ، وقالوا : إنما سمع أحاديث يسيرة ، وأخذ صحيفة كانت عنده فرواها ، وما أقل ما تصيب عنه مما روى عن غير أبيه من المنكر ، وعامة هذه المناكير التي تروى عنه ، إنما هي عن المثنى بن الصباح ، وابن لهيعة ، والضعفاء ، وهو ثقة في نفسه .

                                                                                      قلت : ويأتي الثقات عنه أيضا بما ينكر .

                                                                                      وقال ابن أبي حاتم : سئل أبي أيما أحب إليك -هو أو بهز بن حكيم عن أبيه عن جده- ؟ فقال : عمرو أحب إلي .

                                                                                      وقال أبو عبيد الآجري : قيل لأبي داود : عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عندك حجة ؟ قال : لا ، ولا نصف حجة ، ورجح بهز بن حكيم عليه .

                                                                                      وروى جرير ، عن مغيرة ، أنه كان لا يعبأ بصحيفة عبد الله بن عمرو .

                                                                                      قال معمر : كان أيوب السختياني إذا قعد إلى عمرو بن شعيب ، غطى رأسه يعني : حياء من الناس . وقال ابن أبي شيبة : سألت علي ابن المديني ، عن عمرو بن شعيب ، فقال : ما روى عنه أيوب وابن جريج ، فذاك كله صحيح ، وما روى عمرو عن أبيه عن جده ، فإنما هو كتاب وجده ، فهو ضعيف .

                                                                                      قلت : هذا الكلام قاعد قائم .

                                                                                      قال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : كان لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد .

                                                                                      وخلاس بن عمرو ، وأبي الطفيل ، وبصحيفة عبد الله بن عمرو ، ثم قال مغيرة : ما يسرني أن صحيفة عبد الله بن عمرو عندي بتمرتين أو بفلسين . قال [ ص: 170 ] الحافظ أيضا : اعتبرت حديثه ، فوجدت أن بعض الرواة ، يسمي عبد الله ، وبعضهم يروي ذلك الحديث بعينه ، فلا يسميه ، ورأيت في بعضها قد روى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده محمد ، عن عبد الله ، وفي بعضها عمرو ، عن جده محمد . قلت : جاء هذا في حديث واحد مختلف ، وعمرو لم يلحق جده محمدا أبدا .

                                                                                      ومن الأحاديث التي جاء فيها عن جده عبد الله : حرملة ، أنبأنا ابن وهب ، حدثني عمرو بن الحارث ، أن عمرو بن شعيب ، حدثه عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، أن مزنيا قال : يا رسول الله : كيف ترى في حريسة الجبل ؟ قال : هي ومثلها والنكال . قال : فإذا جمعها المراح ؟ قال : قطع اليد إذا بلغ ثمن المجن .

                                                                                      ابن عجلان عن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بحديث في اللقطة .

                                                                                      أحمد ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا محمد هو ابن راشد عن سليمان بن موسى عن عمرو ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في كل أصبع عشر من الإبل .

                                                                                      [ ص: 171 ] حسين المعلم . عن عمرو عن أبيه ، عن جده عبد الله مرفوعا في المواضح خمس .

                                                                                      أحمد : حدثنا يزيد ، أنبأنا ابن إسحاق ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده عبد الله ، قال : لما دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة عام الفتح ، قام في الناس خطيبا ، وقال : لا حلف في الإسلام الحديث .

                                                                                      جرير بن عبد الحميد ، عن ابن إسحاق ، عن عمرو ، عن أبيه ، عن جده ، عبد الله ، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بكلمات من الفزع : أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون كذا هذا عن جده ، عن عبد الله ، رواه الحاكم في " الدعوات " : حدثنا محمد بن أحمد بن بالويه ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا عبيد الله [ ص: 172 ] بن عمر ، حدثنا جرير ، فذكره . ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد ، متصل في موضع الخلاف . قال الحافظ الضياء : أظن " عن " فيه زائدة وإلا فيكون من رواية محمد عن أبيه ، قلت : رواه أحمد في " مسنده " عن يزيد ، عن ابن إسحاق ، فلم يزد على قوله : عن جده .

                                                                                      الدارقطني في " سننه " حدثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ، حدثني عمي ، حدثنا مخرمة بن بكير ، عن أبيه ، سمعت عمرو بن شعيب ، يقول : سمعت شعيبا ، يقول : سمعت عبد الله بن عمرو ، يقول : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : في البيعين بالخيار .

                                                                                      أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا ابن جريج ، قال : قال عمرو بن شعيب : عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : أيما امرأة نكحت على صداق أو عدة أو حباء قبل عصمة النكاح ، فهو لها . [ ص: 173 ]

                                                                                      حرملة : حدثنا ابن وهب ، أخبرني أسامة ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : مثل الذي يسترد ما وهب ، كمثل الكلب يقيء .

                                                                                      وعندي عدة أحاديث سوى ما مر يقول : عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، فالمطلق محمول على المقيد المفسر بعبد الله ، والله أعلم .

                                                                                      قال ابن عدي : هو في نفسه ثقة ، إلا إذا روى عن أبيه ، عن جده يكون مرسلا; لأن جده عنده محمد بن عبد الله بن عمرو ، ولا صحبة له . قلت : الرجل لا يعني بجده إلا جده الأعلى عبد الله -رضي الله عنه - وقد جاء كذلك مصرحا به في غير حديث ، يقول : عن جده عبد الله ، فهذا ليس بمرسل ، وقد ثبت سماع شعيب والده من جده عبد الله بن عمرو ، ومن معاوية ، وابن عباس ، وابن عمر ، وغيرهم ، وما علمنا بشعيب بأسا ، ربي يتيما في حجر جده عبد الله ، وسمع منه ، وسافر معه ، ولعله ولد في خلافة علي ، أو قبل ذلك ، ثم لم نجد صريحا لعمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده محمد بن عبد الله ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن ورد نحو من عشرة أحاديث هيئتها عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، وبعضها عن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله ، وما أدري ; هل حفظ شعيب شيئا من أبيه أم لا ؟ وأنا عارف بأنه لازم جده وسمع منه . [ ص: 174 ] وأما تعليل بعضهم بأنها صحيفة ، وروايتها وجادة بلا سماع ، فمن جهة أن الصحف يدخل في روايتها التصحيف لا سيما في ذلك العصر ، إذ لا شكل بعد في الصحف ، ولا نقط بخلاف الأخذ من أفواه الرجال .

                                                                                      قال يحيى بن معين : هو ثقة ، بلي بكتاب أبيه عن جده . وممن تردد وتحير في عمرو أبو حاتم بن حبان ، فقال في كتاب " الضعفاء " : إذا روى عن طاوس وابن المسيب وغيرهما من الثقات غير أبيه ، فهو ثقة ، يجوز الاحتجاج به ، وإذا روى عن أبيه عن جده ، ففيه مناكير كثيرة ، فلا يجوز عندي الاحتجاح بذلك .

                                                                                      قال : وإذا روى عن أبيه ، عن جده ، فإن شعيبا لم يلق عبد الله ، فيكون الخبر منقطعا ، وإذا أراد به جده الأدنى ، فهو محمد ، ولا صحبة له ، فيكون مرسلا .

                                                                                      قلت : قد أجبنا عن هذا ، وأعلمنا بأن شعيبا صحب جده ، وحمل عنه . وأخبرنا ابن أبي عمر في كتابه عن الصيدلاني ، أخبرتنا فاطمة الجوزدانية ، أنبأنا ابن ريذة ، أنبأنا الطبراني ، حدثنا علي بن عبد العزيز والكجي ، قالا : حدثنا حجاج ، قال الطبراني : وحدثنا جعفر بن محمد بن [ ص: 175 ] حرب ، حدثنا سليمان بن حرب ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن شعيب بن عبد الله بن عمرو ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو يقول : ما رئي النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل متكئا ، ولا يطأ عقبه رجلان فهذا شعيب يخبر أنه سمع من عبد الله .

                                                                                      ثم إن أبا حاتم بن حبان تحرج من تليين عمرو بن شعيب ، وأداه اجتهاده إلى توثيقه ، فقال : والصواب في عمرو بن شعيب أن يحول من هنا إلى تاريخ الثقات; لأن عدالته قد تقدمت .

                                                                                      فأما المناكير في حديثه إذا كانت في روايته ، عن أبيه ، عن جده ، فحكمه حكم الثقات إذا رووا المقاطيع والمراسيل بأن يترك من حديثهم المرسل والمقطوع ، ويحتج بالخبر الصحيح . فهذا يوضح لك أن الآخر من الأمرين عند ابن حبان أن عمرا ثقة في نفسه ، وأن روايته ، عن أبيه ، عن جده ، إما منقطعة أو مرسلة ، ولا ريب أن بعضها من قبيل المسند المتصل ، وبعضها يجوز أن تكون روايته وجادة ، أو سماعا ، فهذا محل نظر واحتمال . ولسنا ممن نعد نسخة عمرو عن أبيه عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة ومن أجل أن فيها مناكير . فينبغي أن يتأمل حديثه ، ويتحايد ما جاء منه منكرا ، ويروى ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده ، فقد احتج به أئمة كبار ، ووثقوه في الجملة ، وتوقف فيه آخرون قليلا ، وما علمت أن أحدا تركه .

                                                                                      شريك ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : ما يرغبني [ ص: 176 ] فى الحياة إلا خصلتان : الصادقة والوهطة ، فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأما الوهطة فأرض تصدق بها عمرو بن العاص ، كان يقوم عليها .

                                                                                      أيوب بن سويد ، عن الأوزاعي ، قال : ما رأيت قرشيا أفضل ، وفي لفظ : ما أدركت قرشيا أكمل من عمرو بن شعيب .

                                                                                      قال علي ابن المديني ، سمع شعيب من عبد الله بن عمرو ، وسمع منه ابنه عمرو بن شعيب . وروى الحسن بن سفيان ، عن ابن راهويه ، قال : إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ثقة ، فهو كأيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر .

                                                                                      وقال العجلي والنسائي : ثقة ، وقال النسائي مرة : ليس به بأس .

                                                                                      وقال أحمد بن عبد الله : عمرو بن شعيب : ثقة روى عنه الذين نظروا في الرجال مثل أيوب والزهري والحكم ، واحتج أصحابنا بحديثه ، وسمع أبوه من عبد الله بن عمرو ، وابن عمر ، وابن عباس .

                                                                                      وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري : صح سماع عمرو بن شعيب ، وصح سماع شعيب من جده عبد الله .

                                                                                      وقال الدارقطني : لعمرو بن شعيب ثلاثة أجداد : الأدنى منهم محمد ، والأوسط عبد الله ، والأعلى عمرو ، وقد سمع شعيب من الأدنى محمد ، ومحمد تابعي ، وسمع جده عبد الله ، فإذا بينه وكشف ، فهو صحيح حينئذ .

                                                                                      قال : ولم يترك حديثه أحد من الأئمة ، ولم يسمع من جده عمرو بن العاص . [ ص: 177 ]

                                                                                      وقال الدارقطني أيضا : سمعت أبا بكر النقاش ، يقول : عمرو بن شعيب ليس من التابعين ، وقد روى عنه عشرون من التابعين .

                                                                                      قلت : فسكت الدارقطني ، بل عمرو تابعي ، قد سمع من ربيبة النبي -صلى الله عليه وسلم- زينب ومن الربيع ولهما صحبة .

                                                                                      قال الحافظ ابن عدي روى عنه أئمة الناس وثقاتهم ، وجماعة من الضعفاء إلا أن أحاديثه ، عن أبيه ، عن جده مع احتمالهم إياه ، لم يدخلوها في صحاح ما خرجوا ، وقالوا : هي صحيفة .

                                                                                      قال يحيى بن بكير وشباب : مات عمرو بن شعيب سنة ثماني عشرة ومائة ، زاد ابن بكير بالطائف .

                                                                                      قلت : الضعفاء الراوون عنه مثل المثنى بن الصباح ، ومحمد بن عبد الله العرزمي ، وحجاج بن أرطاة ، وابن لهيعة ، وإسحاق بن أبي فروة ، والضحاك بن حمزة ونحوهم ، فإذا انفرد هذا الضرب عنه بشيء ضعف نخاعه ، ولم يحتج به ، بل وإذا روى عنه رجل مختلف فيه كأسامة بن زيد ، وهشام بن سعد ، وابن إسحاق ، ففي النفس منه ، والأولى أن لا يحتج به بخلاف رواية حسين المعلم وسليمان بن موسى الفقيه ، وأيوب السختياني فالأولى أن يحتج بذلك إن لم يكن اللفظ شاذا ولا منكرا ، فقد قال أحمد بن حنبل إمام الجماعة : له أشياء مناكير .

                                                                                      قتيبة : حدثنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن شعيب ، أنه دخل على زينب [ ص: 178 ] بنت أبي سلمة ، فحدثته أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                      حبيب المعلم ، عن عمرو ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : يحضر الجمعة ثلاثة : واع داع ، أو لاغ ، أو منصت .

                                                                                      قال الأوزاعي : حدثني عمرو بن شعيب ، ومكحول جالس .

                                                                                      قال نعيم بن حماد : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، سمع أيوب يقول لليث بن أبي سليم : شد يدك بما سمعت من طاوس ومجاهد ، وإياك وجواليق وهب بن منبه ، وعمرو بن شعيب ، فإنهما صاحبا كتب . يعني : يرويان عن الصحف .

                                                                                      وقال ابن حبان : حدثنا أبو يعلى ، حدثنا كامل بن طلحة ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده بنسخة طويلة وابن لهيعة نبرأ من عهدته ، قال : فمنها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : إن الله زادكم صلاة ، فحافظوا عليها وهي الوتر . [ ص: 179 ] ومنها عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : من استودع وديعة ، فلا ضمان عليه ومنها أن امرأتين أتتا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي أيديهما سواران من ذهب ، فقال : أتحبان أن يسوركما الله بسوارين من نار ؟ قالتا : لا . قال : فأديا زكاته ومنها أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : من صلى مكتوبة فليقرأ بأم القرآن ، وقرآن معها . [ ص: 180 ] ومنها أنه -عليه السلام- قال : من أعهر بحرة أو أمة قوم ، فولدت ، فالولد ولد زنى ، لا يرث ولا يورث .

                                                                                      ومنها لا تمشوا في المساجد وعليكم بالقميص وتحته الإزار .

                                                                                      ومنها العرافة أولها ملامة ، وأوسطها ندامة ، وآخرها عذاب يوم القيامة .

                                                                                      ومن أفراد عمرو حديث حماد بن سلمة ، عن حبيب ، وداود ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا لا يجوز لامرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها .

                                                                                      وحديث من زوج فتاته ، فلا ينظرن إلى ما بين السرة والركبة رواه سوار أبو حمزة عنه عن أبيه ، عن جده مرفوعا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية