الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أبو عثمان النهدي ( ع )

                                                                                      الإمام ، الحجة ، شيخ الوقت ، عبد الرحمن بن مل -وقيل : ابن ملي- ابن عمرو بن عدي البصري . مخضرم معمر ، أدرك الجاهلية والإسلام . وغزا في خلافة عمر وبعدها غزوات .

                                                                                      وحدث عن عمر ، وعلي ، وابن مسعود ، وأبي بن كعب ، وبلال ، وسعد بن أبي وقاص ، وسلمان الفارسي ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي موسى الأشعري ، وأسامة بن زيد ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وطائفة سواهم .

                                                                                      حدث عنه قتادة ، وعاصم الأحول ، وحميد الطويل ، وسليمان التيمي ، وأيوب السختياني ، وداود بن أبي هند ، وخالد الحذاء ، وعمران بن حدير ، [ ص: 176 ] وعلي بن جدعان ، وحجاج بن أبي زينب ، وخلق .

                                                                                      وشهد وقعة اليرموك ، وثقه علي بن المديني ، وأبو زرعة ، وجماعة .

                                                                                      وقيل : أصله كوفي ، وتحول إلى البصرة ، وكانت هجرته من أرض قومه وقت استخلاف عمر ، وكان من سادة العلماء العاملين .

                                                                                      روى حميد الطويل عنه قال : بلغت مائة وثلاثين سنة .

                                                                                      قلت : فعلى هذا هو أكبر من أنس بن مالك ومن سهل بن سعد الساعدي ، نعم ، ومن ابن عباس ، وعائشة .

                                                                                      قال الحافظ أبو نصر الكلاباذي : أسلم أبو عثمان على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره ; لكنه أدى إلى عماله الزكاة .

                                                                                      قال يزيد بن هارون : حدثنا حجاج بن أبي زينب ، سمعت أبا عثمان يقول : كنا في الجاهلية نعبد حجرا ، فسمعنا مناديا ينادي : يا أهل الرحال ، إن ربكم قد هلك ، فالتمسوا ربا . فخرجنا على كل صعب وذلول ، فبينا نحن كذلك إذ سمعنا مناديا ينادي : إنا قد وجدنا ربكم أو شبهه ، فجئنا فإذا حجر فنحرنا عليه الجزر .

                                                                                      وروى عاصم الأحول ، عن أبي عثمان قال : رأيت يغوث صنما من رصاص يحمل على جمل أجرد ، فإذا بلغ واديا ، برك فيه ، وقالوا : قد رضي لكم ربكم هذا الوادي .

                                                                                      أبو قتيبة : حدثنا أبو حبيب المروزي : سمعت أبا عثمان النهدي يقول : حججت في الجاهلية حجتين .

                                                                                      عبد الرحيم بن سليمان ، عن عاصم الأحول قال : سئل أبو عثمان النهدي وأنا أسمع : [ ص: 177 ] هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال : نعم ، وأديت إليه ثلاث صدقات ولم ألقه ، وغزوت على عهد عمر ، وشهدت اليرموك ، والقادسية ، وجلولاء ، وتستر ، ونهاوند ، وأذربيجان ، ومهران ، ورستم .

                                                                                      عبد القاهر بن السري : عن أبيه ، عن جده ، قال : كان أبو عثمان من قضاعة ، وسكن الكوفة ، فلما قتل الحسين ، تحول إلى البصرة وقال : لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      قال : وحج ستين مرة ، ما بين حجة وعمرة ، وقال : أتت علي ثلاثون ومائة سنة وما شيء إلا وقد أنكرته ، خلا أملي; فإنه كما هو .

                                                                                      زهير بن محمد بن عاصم : عن أبي عثمان ، قال : صحبت سلمان الفارسي ثنتي عشرة سنة .

                                                                                      حماد : عن علي بن زيد ، عن أبي عثمان النهدي ، قال : أتيت عمر بالبشارة يوم نهاوند .

                                                                                      معتمر عن أبيه ، قال : كان أبو عثمان النهدي يصلي حتى يغشى عليه .

                                                                                      وقال معاذ بن معاذ : كانوا يرون أن عبادة سليمان التيمي ، من أبي عثمان النهدي أخذها .

                                                                                      أبو عمر الضرير : حدثنا معتمر عن أبيه ، قال : إني لأحسب أن أبا عثمان كان لا يصيب دنيا ، كان ليله قائما ، ونهاره صائما ، وإن كان ليصلي حتى يغشى عليه .

                                                                                      عن عاصم الأحول ، قال : بلغني أن أبا عثمان النهدي كان يصلي ما بين المغرب والعشاء مائة ركعة .

                                                                                      [ ص: 178 ] قال أبو حاتم كان ثقة ، وكان عريف قومه .

                                                                                      أبو نعيم : حدثنا أبو طالوت عبد السلام ، رأيت أبا عثمان النهدي شرطيا .

                                                                                      قال المدائني وخليفة بن خياط وابن معين : مات سنة مائة وشذ أبو حفص الفلاس فقال : مات سنة خمس وتسعين . وقيل غير ذلك .

                                                                                      يقع حديثه عاليا في جزء الأنصاري ، وفي الغيلانيات وغير ذلك ، والله أعلم .

                                                                                      أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن الفقيه وجماعة إذنا قالوا : أنبأنا عمر بن محمد ، أنبأنا هبة الله بن محمد ، أنبأنا ابن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثنا موسى بن سهل ، حدثنا علي بن عاصم ، حدثنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن حذيفة بن اليمان قال : خرج فتية يتحدثون ، فإذا هم بإبل معطلة ، فقال بعضهم : كأن أرباب هذه ليسوا معها ، فأجابه بعير منها فقال : إن أربابها حشروا ضحى .

                                                                                      وبه ، قال أبو بكر الشافعي ، حدثنا محمد بن مسلمة ، حدثنا يزيد ، أنبأنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : وقفت على باب الجنة ، فإذا أكثر من يدخلها الفقراء ، وإن أهل الجد محبوسون .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية