الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الفصل الثالث

6178 - عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - قال : صلى أبو بكر العصر ثم خرج يمشي ومعه علي ، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان ، فحمله على عاتقه وقال : بأبي شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس شبيها بعلي ، وعلي يضحك . رواه البخاري .

التالي السابق


الفصل الثالث

6178 - ( عن عقبة بن الحارث ) : قرشي أسلم يوم الفتح ، عداده في أهل مكة ، روى عنه عبد الله بن أبي مليكة وغيره ( قال : صلى أبو بكر العصر ) ، أي : في زمن خلافته أو قبلها ( ثم خرج يمشي ومعه علي ، فرأى ) ، أي : أبو بكر ( الحسن يلعب مع الصبيان ، فحمله على عاتقه وقال : بأبي ) : قال الطيبي : يحتمل أن يكون التقدير هو مفدي بأبي ، فقوله ( شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ) : يكون خبرا بعد خبر ، أو أفديه بأبي ، فعلى هذا شبيه خبر مبتدأ محذوف ، وفي تنكيره لطف ، وفيه إشعار بعلية الشبه للتفدية اهـ . ولا يعارض هذا قول علي لم أر قبله ولا بعده [ ص: 3985 ] مثله ، لأن المنفي محمول على عموم الشبه والمثبت على معظمه ، كما أشار إليه الطيبي بقوله ، وفي تنكيره لطف أي : إيماء لطيف إلى أن المراد به نوع شبه . وقوله : ( ليس ) أي : الحسن ( شبيها : بعلي ، وعلي يضحك ) . أي : فرحا والجملة حال ( رواه البخاري ) . قال ميرك : كذا وقع في المشكاة قوله شبيها بالنصب على أنه خبر ليس ، وهو ظاهر لكنه في البخاري في جميع الروايات ليس شبيه بالرفع ، وإعرابه لا يخلو عن خفاء فقيل : ليس حرف عطف وهو مذهب الكوفي ، وقيل : يجوز أن يكون شبيه اسم ليس ، ويكون خبرها ضميرا متصلا حذف استغناء عنه بلفظ شبيه ونحوه قوله في خطبته يوم النحر : أليس ذو الحجة . اهـ . ولا يخفى ظهور الوجه الأول لخلوه عن التكلف ، وقيل لا يخفى ما في التوجيهين من التعسف ، والأظهر أن يقال : إن اسم ليس ضمير الشأن ، وشبيه خبر مبتدأ محذوف أي : هو شبيه ، والجملة خبر ليس . قلت : وفيه أن هذا التوجيه يشتمل على تعسفين بخلاف ما سبق فإنه متضمن لتعسف واحد ، هذا ولفظ الحديث على ما في الذخائر عن عقبة بن الحارث قال : رأيت أبا بكر حمل الحسن على رقبته وهو يقول : بأبي شبيه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ليس شبيها بعلي وهو يضحك . أخرجه البخاري ، وفي رواية خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي يمشي إلى جانبه ، فمر الحسن يلعب مع الغلمان فاحتمله على رقبته - يعني أبا بكر - وهو يقول الحديث . وفي الحديث رد على الغرابية وهم على ما في حواشي الشفاء طائفة من الرافضة لقبوا بذلك لقولهم : كان محمد أشبه بعلي من الغراب بالغراب فبعث الله جبريل إلى علي فغلط .




الخدمات العلمية