الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2377 حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكندي حدثنا زيد بن حباب أخبرني المسعودي حدثنا عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال ما لي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها قال وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا زيد بن حباب ) هو أبو الحسين العكلي ( أخبرني المسعودي ) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي صدوق اختلط قبل موته ، وضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط ، من السابعة كذا في التقريب ( أخبرنا عمرو بن مرة ) هو الجملي المرادي أبو عبد الله الكوفي ( عن إبراهيم ) هو النخعي .

                                                                                                          قوله : ( فقام ) أي عن النوم ( وقد أثر ) أي أثر الحصير ( لو اتخذنا لك وطاء ) بكسر [ ص: 41 ] الواو وفتحها ككتاب وسحاب أي فراشا وكلمة ( لو ) تحتمل أن تكون للتمني وأن تكون للشرطية والتقدير لو اتخذنا لك بساطا حسنا وفراشا لينا لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن ( مالي وللدنيا ) قال القاري : ما نافية أي ليس لي ألفة ومحبة مع الدنيا ولا للدنيا ألفة ومحبة معي حتى أرغب إليها ، وأنبسط عليها وأجمع ما فيها ولذتها أو استفهامية أي : أي ألفة ومحبة لي مع الدنيا أو أي شيء لي مع الميل إلى الدنيا أو ميلها إلي فإني طالب الآخرة وهي ضرتها المضادة لها . قال واللام في للدنيا مقحمة للتأكيد إن كان الواو بمعنى مع وإن كان للعطف فالتقدير مالي مع الدنيا وما للدنيا معي ( استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ) وجه التشبيه سرعة الرحيل وقلة المكث ومن ثم خص الراكب .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس ) ، أما حديث ابن عمر فأخرجه الترمذي في باب قصر الأمل ، وأما حديث ابن عباس فأخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه والبيهقي بنحو حديث عبد الله المذكور في الباب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم والضياء المقدسي .




                                                                                                          الخدمات العلمية