الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      سويد بن غفلة ( ع )

                                                                                      ابن عوسجة بن عامر ، الإمام ، القدوة ، أبو أمية الجعفي الكوفي .

                                                                                      [ ص: 70 ] قيل : له صحبة ، ولم يصح ، بل أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع كتابه إليهم ، وشهد اليرموك .

                                                                                      وحدث عن أبي بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وأبي بن كعب ، وبلال ، وأبي ذر ، وابن مسعود ، وطائفة .

                                                                                      روى عنه أبو ليلى الكندي ، والشعبي ، وإبراهيم النخعي ، وسلمة بن كهيل ، وعبدة بن أبي لبابة ، وعبد العزيز بن رفيع ، وميسرة أبو صالح ، وجماعة سواهم .

                                                                                      وقيل : إنه من أقران رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السن ، فقال نعيم بن ميسرة : حدثني بعضهم عن سويد بن غفلة : أنا لدة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ; ولدت عام الفيل .

                                                                                      زياد بن خيثمة ، عن عامر الشعبي ، قال : قال سويد بن غفلة : أنا أصغر من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين .

                                                                                      أحمد : حدثنا هشيم ، أنبأنا هلال بن خباب ، حدثنا ميسرة أبو صالح ، عن سويد بن غفلة ، قال : أتانا مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- فجلست إليه وسمعت عهده .

                                                                                      سفيان بن وكيع ، عن يونس بن بكير ، عن عمرو بن شمر ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة ، قال : رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- أهدب الشعر ، مقرون الحاجبين ، واضح الثنايا ، أحسن شعر وضعه الله على رأس إنسان .

                                                                                      [ ص: 71 ] أخرجه ابن منده في " معرفة الصحابة " .

                                                                                      مبشر بن إسماعيل : عن سليمان بن عبد الله بن الزبرقان ، عن أسامة بن أبي عطاء قال : كنت عند النعمان بن بشير ، فدخل عليه سويد بن غفلة ، فقال له النعمان بن بشير : ألم يبلغني أنك صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- مرة؟ قال : لا ، بل مرارا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نودي بالأذان كأنه لا يعرف أحدا من الناس .

                                                                                      هذا حديث ضعيف الإسناد كالذي قبله .

                                                                                      وقد قال زهير بن معاوية : حدثنا الحارث بن مسلم بن الرحيل الجعفي ، قال : قدم الرحيل وسويد بن غفلة حين فرغوا من دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      محمد بن طلحة بن مصرف : عن عمران بن مسلم ، قال : مر رجل من صحابة الحجاج على مؤذن قبيلة جعفى وهو يؤذن ، فأتى الحجاج فقال : ألا تعجب من أني سمعت مؤذن الجعفيين يؤذن بالهجير؟ قال : فأرسل ، فجيء به ، فقال : ما هذا؟ قال : ليس لي أمر ; إنما سويد بن غفلة الذي أمرني بهذا قال : فأرسل إلى سويد ، فجيء به ، فقال : ما هذه الصلاة؟ قال : صليتها مع أبي بكر وعمر وعثمان ، فلما ذكر عثمان جلس ، وكان مضطجعا ، فقال : أصليتها مع عثمان ؟ قال : نعم . قال : لا تؤمن قومك ، وإذا رجعت إليهم ، فسب فلانا . قال : نعم ، سمع وطاعة . فلما أدبر ، قال الحجاج : [ ص: 72 ] لقد عهد الشيخ الناس وهم يصلون الصلاة هكذا ! .

                                                                                      الخريبي : حدثنا علي بن صالح ، قال : بلغ سويد بن غفلة عشرين ومائة سنة ، لم ير محتبيا قط ، ولا متساندا ، وأصاب بكرا ، يعني في العام الذي توفي فيه .

                                                                                      وقال عاصم بن كليب : تزوج سويد بن غفلة بكرا وهو ابن مائة وست عشرة سنة .

                                                                                      وعن عمران بن مسلم ، قال : كان سويد بن غفلة إذا قيل له : أعطي فلان وولي فلان قال : حسبي كسرتي وملحي .

                                                                                      عن علي بن المديني قال : دخلت منزل أحمد بن حنبل ، فما شبهته إلا بما وصف من بيت سويد بن غفلة ، من زهده وتواضعه رحمه الله .

                                                                                      عن ميسرة : عن سويد بن غفلة ، قال : صليت مع مصدق النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتانا . وروى الوليد بن علي عن أبيه ، قال : كان سويد بن غفلة يؤمنا في شهر رمضان في القيام ، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة .

                                                                                      قال أبو عبيد ومحمد بن عبد الله بن نمير وهارون بن حاتم : مات سويد سنة إحدى وثمانين . وقال أبو حفص الفلاس : مات سنة اثنتين وثمانين . وقد ذكره صاحب الحلية مختصرا .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ بن بدران بنابلس ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الفقيه سنة خمس عشرة وست مائة ، أنبأنا أبو شجاع محمد بن الحسين المادرائي [ ص: 73 ] بقراءتي ، أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد النرسي ، حدثنا محمد بن عمرو الرزاز ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، عن سويد بن غفلة ، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من مات لا يشرك بالله شيئا ، دخل الجنة قلت : يا رسول الله ، وإن زنى وإن سرق؟ قال : وإن زنى وإن سرق ثلاث مرات .

                                                                                      هذا حديث عال ، متصل الإسناد ، وهو في " الصحيحين " من طريق زيد بن وهب ، وأبي الأسود الدؤلي ، عن أبي ذر ; وإنما المحفوظ رواية شعبة وجرير الضبي عن عبد العزيز بن رفيع ، عن زيد بن وهب والله أعلم .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية