الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2549 - ( 15 ) - قوله : روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : { صلاة في مسجدي هذا ، تعدل ألف صلاة في غيره ، وصلاة في مسجد إيلياء تعدل خمس مائة صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره }. هذا الحديث ذكره الغزالي في الوسيط هكذا ، وتعقبه ابن الصلاح بأن قال : هو هكذا غير ثابت .

قلت : معناه في معجم الطبراني الكبير من حديث أبي الدرداء رفعه : { الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة بمسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمس مائة صلاة }. ورواه ابن عدي من حديث يحيى بن أبي حية ، عن عثمان بن الأسود ، عن مجاهد ، عن جابر بلفظ : { الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، وفي مسجد بيت المقدس بخمس مائة صلاة }. وإسناده ضعيف ، وقد ورد ذلك في أحاديث مفترقة ، فأما الصلاة في مسجد المدينة فمتفق عليه من حديث أبي هريرة بلفظ : { صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ; إلا المسجد الحرام }. ولمسلم عن ابن عمرو ، عن ميمونة مثله ، [ ص: 330 ] ولأحمد عن جابر مثله ، وأما الصلاة في مسجد إيلياء وهو بيت المقدس فروى ابن ماجه من حديث ميمونة بنت سعد : { فإن صلاة فيه - يعني بيت المقدس - كألف صلاة في غيره }. وروى ابن ماجه من حديث أنس : { وصلاة في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة }. وإسناده ضعيف .

وروى الدارقطني في العلل والحاكم في المستدرك من حديث أبي ذر : { صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات في بيت المقدس }. وأما الصلاة في المسجد الحرام فرواه أبو هريرة في المتفق كما تقدم ، وتقدم عن ابن عمر وميمونة ، وروى أحمد وابن حبان والبيهقي من حديث عبد الله بن الزبير : { صلاة في مسجدي هذا أفضل من مائة صلاة فيما سواه من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي }.

وروى ابن عبد البر في التمهيد من حديث الأرقم : { صلاة هنا خير من ألف صلاة - يعني - في مسجد بيت المقدس }ثم قال ابن عبد البر : هذا حديث ثابت ، وقال أحمد نا أحمد بن عبد الملك ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم - هو الجزري - عن عطاء ، عن جابر رفعه : { صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه }. وإسناده صحيح إلا أنه اختلف فيه على عطاء [ ص: 331 ]

( تنبيه ) ذكر إمام الحرمين عن أبيه : أن الحديث الذي فيه { وصلاة في الكعبة تعدل مائة ألف صلاة في المسجد الحرام }. لم يصححها الإثبات فلا تعويل عليها . قلت : لم أجد لها أصلا ، فضلا عن أن تصحح ، والصلاة في الكعبة ثابت في الصحيحين ، لكن لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيها الفرض .

التالي السابق


الخدمات العلمية